في ساعاتٍ من الَّليل ..
سُرقَ مني السكونْ .. وبدأتُ أبحثُ عن ذاتي المتعبة ..
بعد أن أرهقها دمعُ العيون وسواد الجفونْ ..
لم أجد ما أتوارى عنه ..
والهُروب كان ملجئي ..
أهرُبُ من دنيا الحزن ..
وأبحث عن سلامٍ لروحي..
كل الأماكنْ باتتْ مذنبة ..
وفي كل مكان هناك بعضٌ من خطايايْ ..
في كل وجهٍ تركتُ أثراً حزيناً ..
وفي كل روحٍ طعنتُ خِنجراً مسْموماً ..
أين أهربْ .. !!
ما عادَتْ الأَرض تحمِلني ..
وما عدت أقوى على المسير ..
أأهربُ إلى دنيا لا يسْكنها البشر ْ..
فأنا من عذَّبتُ كلَّ الدنيا حتى تعبت منِّي المعاصي ..
وارتجفت تطلبُ منِّي التوقُّف .. فقدْ أَرهقتُ الكونَ بقَسوَتي .. بجبروتي ..
أأبحث عن ذاتي في قلبيَ الجاافْ ..
مِن كلِّ شيءْ ..
إرويني أيُّها المطرْ ..
إغسلْ عاري .. وارحم نفْسي الخطاءة ..
إرويني أيها المطرْ ..
وأعدني من جديد بلا ذنوبْ ..
طهِّرني أرجوكْ ..
من حمل المعاصي .. من ذبح القلوبْ ..
آه .. كم أزهقتُ أرواحاً بطيشي ..
آه كم عذبت الزهور .. وأتلفتُها دونَ أدنى شُعورْ ..
آه كم من بلبلٍ ماتَ بيدي ..
ليس لشيء إلا لأني أَكرهُ تغريده وأمقُتُ فرحةَ العاشقين بصوتِه ..
أتراني أبدأ من جديدْ ..
هل يمكن ان تعشقني تلك الصغيرة ..
هل يمكن أن أرى النُّور .. بعد أن جسَّدتُ الظَّلام في عيون الآخرينْ ..
آه أيتها الدمعة القاسية ..
أيَّتها الدمعةُ المتيبِّسَة .. في عيوني منذ قرونْ ..
أما آن الأوانْ .. أما تعبتِ من الانتظار ..
كم تمنيتك منذ دهور ..
املئيني بالراحة .. وطهريني مع قطرات الغيومْ ..