اسيف /د.شيماء جيراب
قبل البدء: شيء ما حدث...
مرة أخرى تعود الجريمة إلى الواجهة، بعد هدوء نسبي شهدته المدينة..فهدنة هذه الأخيرة مع الجريمة لم تكن لتعمر طويلا، فبعد مرور 5 أيام فقط من حلول السنة الميلادية الجديدة بدأت بوادر الجريمة تخيم على سماء المدينة، وكأن قدرها المحتوم هو التعايش مع الدم والقتل..
إن الجريمة هذه المرة ترتدي ثوب المباغثة والمفاجأة، فالضحية أحمد بوبكر من مواليد سنة 1965 بالجزائر، غير متزوج...هو الإبن الأوسط لأسرة متوسطة...لم يحس يوما برتابة الحياة وصمتها رغم عيشه ما يناهز 7 سنوات تقريبا بالديار الألمانية، قبل أن يعود إلى موطنه الأصلي...لم يقف عمله كحارس للسيارات حاجزا بعد عودته من الفردوس المفقود..
عندما تتكلم الدموع في منزل الضحية
بمجرد توصلنا بخبر مقتل المدعو قيد حياته أحمد بوبكر، وإلقاء القبض على الجاني..سارعنا إلى منزل الضحية المتواجد بزنقة سيدي الشبيلي الرقم 97 بوجدة لمعرفة ملابسات هذه الجريمة..
وفي زاوية إحدى الغرف تواجدت والدة الضحية التي ما كادت دموعها تنكف على خديها، ومابرحت جروح فراق أحد أبنائها الذي توفي في حادثة سير تندمل، حتى تجددت لوعة الفراق واستفاقت على فراق أحمد...فراق ازدادت حرارته شدة لن تقوى على تهدئتها سوى شحنات إيمانية وصبر جميل..
وبنبرة حزينة تحدث أحد إخوة الضحية: "بصراحة تفاجأنا لمقتل أحمد..كان شخصا طيبا..عمل مع الجاني مابين 5 إلى 6 أشهر..هذا الأخير الذي يتخذ المكان بصفة غير قانونية ويعمل على تشغيل الأطفال من حين لآخر..لقد عرف تماما أين يوجه له الضربة سيما وأنه ذو سوابق..نحمل المسؤولية لسيارة الإسعاف التي لم تحضر إلا بعد مرور ساعة إلا ربع من وقوع الجريمة..".
تضيف إحدى أخواته:"لقد كان يتربص له يوما قبل وقوع الجريمة، متوعدا إياه بالقتل.."..