النظام بدأ يتخبط مثل الدجاجة المذبوحة لمجرد أن السكينة أصبحت قريبة من عنقه. وخروجا على سياسة البطش والقمع التى كانت إحدى علامات مصر الجمهورية منذ 1952 ، لجأ النظام إلى استخدام سياسة" العصا والجزرة" الإنجليزية بعد أن تزايدت حدة غضب المصريين فى مصر وخارجها إلى درجة أصبحت تهدد باقتلاع النظام من جذوره.
المشكلة الآن هى فشل جهابذة إقتصاد النظام فى تطبيق تلك السياسة للتعامل مع الغضب الشعبى فى مصر لدرجة وضعت النظام فى موقف أسوأ من موقفه قبل 4 مايو 2008. وكما نقول فى مصر "جبتك ياعبد المعين تعينى لقيتك عايز تتعان" فإن "الخبراء" و "المستشارين" الذين نصحوا النظام بأن إعطاء جزرة للشعب هم أنفسهم محتاجين لشوية فيتامينات تقوى أمخاخهم لعلهم يفكرون بطريقة أحسن وأكثر واقعية.
زيادة مرتبات الموظفين 30% لم تكن جزرة ولا حتى عضمة لأسباب يعرفها حتى طالب سنة أولى إقتصاد.
أول تلك الأسباب هو استحالة تمويل تلك الزيادة دون إحداث زلزال يعصف بالصرح الإقتصادى المتداعى فى مصر و تزج هزاته اللاحقة بمال الإصلاح فى المستقبل الى متاهات لا نهاية لها.
ولا أعلم إذا كان المسؤليين عن الإقتصاد فى مصر قد سمعوا عن الإصطلاح الإنجليزى "إفرض ضرائب وإصرف"Tax and Spend لأنهم سيجدون أن تلك هى أسرع طريقة لإفلاس الخزانة كما يعرف جيدا وزراء خزانة حزب العمال البريطانى. ألم يكن من الأفضل لتدبير المليارات المطلوبة لدفع الزيادة أن يبيع النظام غاز مصر بالأسعار العالمية؟
ثانى تلك الأسباب هو أن تلك الزيادة "الضخمة على الورق" لن ترى جيوب الموظفين لإن القطاع الخاص اللى ما أخذش زيادة سوف يشفطها مقدما برفع الأسعار- وربما أكثر من الزيادة.
ألم يتعلم هؤلاء الخبراء أن الإقتصاد الحر والدعم وزيادة المرتبات عشوائيا هى أضلاع لا يمكن أن يجمعها مثلث واحد؟
ثالثا : ماذا سيحدث بعد أن يذهب مفعول تلك الزيادة؟ هل سيعد النظام بزيادة أخرى فى 4 يونية قبل إضراب 5 يونية القادم؟
يا سيد حسنى ، ويا من تسيطرون على مصر الآن ، من الذى ضحك عليكم وأقنعكم أن مشكلة المصريين هى فقط غلاء المعيشة الرهيب؟
صحيح أن هذا هو الذى سيقصم ظهركم وينهى وجودكم ، لكنه ليس إلا اللمسة الأخيرة فى لوحة "خلاص مصر". ولا حاجة لى أو لأى شخص آخر أن يسرد لكم 1000 سبب وسبب لغضب شعب مصر لإنكم لا تسمعون وإذا سمعتم لإ تفهمون. إذا لا داعى لتضييع الوقت. لكنى ، من أجل مصلحة مصر وشعبها ، أريد فى كلمتين أن أسدى لكم نصيحة :
إرحلوا بسرعة